دخلت فاطمة قبل سنوات ردهات المحاكم , تجري وراء دريهمات كنفقة لابنيها اللذان تركهما الأب وهجرهما إلى غير رجعة.
كانت المطلقة على قدر كبير من الحسن والجمال, وزادها الاعتناء بمظهرها بهاء ونظارة , مما فتح شهية الذئاب الضارية المحيطة بها من كل مكان.
بادلها الجميع التحية والابتسامة, ومن فرط خجلها , كانت ترد هي الأخرى, غير آبهة بأنها تدشن طريق اللا عودة إلى عالم مجهول, داخله مفقود والخارج منه مولود.
دون أن تدري, وجدت نفسها تعد هذا بشيء وتعد داك بشيء آخر.
كانت الوعود انتحارية ملتهبة بنار آتية من الجحيم.
التزمت الحسناء بالوفاء بوعودها.جلبت لهذا فتاة ولذاك فتاة أخرى, ومن هنا كانت البداية.
حصل كل شيء بشكل متتالي ومتلاحق, وبسرعة جنونية, كان الهدف قضاء مصلحة فتحولت إلى طريدة سقطت بعدها في فخ الرذيلة.
سقطت فاطمة, دون وعي , في عالم البغاء, بل أصبح عندها هوسا يدر عليها آلاف الدراهم عبر تقديم أخريات أكباشا لسوق النخاسة العصري, حيث المتاجرة بالأجساد, ضاربة عرض الحائط كل الأعراف والمبادئ.
الاستمرار في أقدم مهنة في التاريخ, فتحت لها الأبواب لتكتشف عوالم غريبة ما كانت لتخطر على بالها.
رفعت القناع عن وجوه لها اليد الطولى في توجيه شبكات تفوح منها رائحة العرق الكريه الممزوج بالمال والجاه والسلطة
والجريمة.
أشخاص يلبسون بدلات الطهر والعفة في وضح النهار , لتنزعها بالليل حين يرخي الظلام ستاره , ويستيقظ أناس آخرون لانعرفهم , تنعدم الرحمة والرأفة من قلوبهم , إن كانت أساسا لديهم قلوب.
إنهم السماسرة الأصليون في سوق الكباش الآدمية.تدر عليهم الملايين .
تخرج فاطمة كل ليلة وهي تحمل حقيبة يد طوعتها سلطة المال لتصبح صندوقا ل~الماسكارا~واحمر الشفاه ~كريستيان ديور~ و~شانيل~وصباغة الشعر التي تغير الوجه وتضفي عليه ~البهاء~وتضيء فيه ما اطفاه الإفراط في السهر والشرب والتدخين وتحيله أسيلا.
لقد خلعت فاطمة ثوب التردد , وقررت الغوص في الأعماق,حيث المرجان واللؤلؤ والدولار .
بالرغم من الإحساس بالا دلال , فلم يعد لها حق الاختيار , أنها في قلب شبكة الأقوياء ....كانت تقول في نفسها:
~إنها مسالة وقت ....سأشتري شقة وسيارة ....وأتسلم نفقة الولدين , ثم أغلق بابي واعيش حرة.
تتردد ثانية :لم لا اعمل مشروعا يدر علي نفس ما أتقاضاه الآن؟؟
بريق الذهب كان يجذبها بقوة كالمغنطيس, نسيت ابنيها عند الجارة وغاصت في دروب الليل البهيم.
كانت تعود في الصباح إلى بيتها , ورائحة النبيذ تفوح من كل جسدها ...عينان حمراوان...وشفاه غطى زرقتها اللون الأحمر الاصطناعي.
تطبع قبلات على وجنتي ولديها لتخرج ثانية إلى عالمها الخاص.
تمر الأيام, يكبر الذنب, ويكبر معه رصيد فاطمة في البنك, إنها على وشك أن تحصل على المبلغ المنشود الذي رسمته في دهنها الحامل لألف سؤال وسؤال , والمشتت بين الليالي الحمراء وطلبات الزبائن.
في صباح احد الأيام, بعد أن كانت تغسل عرق الليل الملتصق على وجهها, لاحظت أن تلك الفاطمة التي تعرفها ليست هي بالذات التي تشاهدها في المرآة.
ماذا حصل؟؟
دوائر سوداء تحيط بعينيها .محجران غائران ووجه شاحب...
ارتبكت , وبدأت تبتلع رضابا جافا لم يفلح في بل حنجرتها المبحوحة.
بسرعة, ارتدت ملابسها , وتوجهت لأقرب عيادة من مسكنها .أحست بطول الطريق بين السيارة وردهة العيادة , وأحست بالدوار.
جلست في قاعة الانتظار حيث كان آخرون ينتظرون دورهم. ولاحظت أن الجميع يوجه لها الأنظار باستغراب وعين متسائلة, مما زاد تورثها وعصبيتها.
مرت الثواني والدقائق كأنها دهر, الوقت أصبح بطيئا وليس كالمعتاد.
شردت فاطمة بعيدا...تستعرض شريط حياتها البائس الدرامي..وفجأة استفاقت على نداء الممرضة.
مشت بخطوات متثاقلة نحو مكان الكشف, ألقت التحية على الطبيب, وهوت بجسدها على أريكة كبيرة.
مر الكشف بسرعة, ولاحظت أثناءه أن الطبيب يقلب شفتيه في كل مرة بعد الفحص....العينين....الفم..اللسان...المفاصل.....
~لابد أن تجري بعض تحليلات الدم~ خاطبها الطبيب.
ضربة قاضية نزلت على رأسها , لقط ذهبت بها الظنون إلى ابعد الحدود وطرحت كل الاحتمالات .
غادرت العيادة وقد تملكتها الهواجس .
ترى؟؟ اهو المرض الملعون؟؟؟
~يا الهي ...ما كنت اظنني ساصل لهذا الحد......ما العمل؟؟؟
~وابناءي؟؟؟من سيهتم بهم بعدي؟؟؟ تبا لي....تبا للنقود.....تبا لحياتي البائسة والظروف.
لكن هل سينفع الندم؟؟؟
شردت فاطمة لحظة عن التركيز على الطريق, وبسرعة البرق , أظلمت الدنيا أمام عينيها ولم تعد تحس بشيء , لكنها سمعت ضجة هائلة حينما ارتطم الحديد بالحديد.
ضاع كل شيء كالسراب....
نقلت جثة فاطمة إلى مستودع الأموات , ودفنت في اليوم الموالي , ودفنت معها كل آمالها وآلامها ...وأسرار يقشعر لها الجسد لمجرد التفكير فيه.
كانت المطلقة على قدر كبير من الحسن والجمال, وزادها الاعتناء بمظهرها بهاء ونظارة , مما فتح شهية الذئاب الضارية المحيطة بها من كل مكان.
بادلها الجميع التحية والابتسامة, ومن فرط خجلها , كانت ترد هي الأخرى, غير آبهة بأنها تدشن طريق اللا عودة إلى عالم مجهول, داخله مفقود والخارج منه مولود.
دون أن تدري, وجدت نفسها تعد هذا بشيء وتعد داك بشيء آخر.
كانت الوعود انتحارية ملتهبة بنار آتية من الجحيم.
التزمت الحسناء بالوفاء بوعودها.جلبت لهذا فتاة ولذاك فتاة أخرى, ومن هنا كانت البداية.
حصل كل شيء بشكل متتالي ومتلاحق, وبسرعة جنونية, كان الهدف قضاء مصلحة فتحولت إلى طريدة سقطت بعدها في فخ الرذيلة.
سقطت فاطمة, دون وعي , في عالم البغاء, بل أصبح عندها هوسا يدر عليها آلاف الدراهم عبر تقديم أخريات أكباشا لسوق النخاسة العصري, حيث المتاجرة بالأجساد, ضاربة عرض الحائط كل الأعراف والمبادئ.
الاستمرار في أقدم مهنة في التاريخ, فتحت لها الأبواب لتكتشف عوالم غريبة ما كانت لتخطر على بالها.
رفعت القناع عن وجوه لها اليد الطولى في توجيه شبكات تفوح منها رائحة العرق الكريه الممزوج بالمال والجاه والسلطة
والجريمة.
أشخاص يلبسون بدلات الطهر والعفة في وضح النهار , لتنزعها بالليل حين يرخي الظلام ستاره , ويستيقظ أناس آخرون لانعرفهم , تنعدم الرحمة والرأفة من قلوبهم , إن كانت أساسا لديهم قلوب.
إنهم السماسرة الأصليون في سوق الكباش الآدمية.تدر عليهم الملايين .
تخرج فاطمة كل ليلة وهي تحمل حقيبة يد طوعتها سلطة المال لتصبح صندوقا ل~الماسكارا~واحمر الشفاه ~كريستيان ديور~ و~شانيل~وصباغة الشعر التي تغير الوجه وتضفي عليه ~البهاء~وتضيء فيه ما اطفاه الإفراط في السهر والشرب والتدخين وتحيله أسيلا.
لقد خلعت فاطمة ثوب التردد , وقررت الغوص في الأعماق,حيث المرجان واللؤلؤ والدولار .
بالرغم من الإحساس بالا دلال , فلم يعد لها حق الاختيار , أنها في قلب شبكة الأقوياء ....كانت تقول في نفسها:
~إنها مسالة وقت ....سأشتري شقة وسيارة ....وأتسلم نفقة الولدين , ثم أغلق بابي واعيش حرة.
تتردد ثانية :لم لا اعمل مشروعا يدر علي نفس ما أتقاضاه الآن؟؟
بريق الذهب كان يجذبها بقوة كالمغنطيس, نسيت ابنيها عند الجارة وغاصت في دروب الليل البهيم.
كانت تعود في الصباح إلى بيتها , ورائحة النبيذ تفوح من كل جسدها ...عينان حمراوان...وشفاه غطى زرقتها اللون الأحمر الاصطناعي.
تطبع قبلات على وجنتي ولديها لتخرج ثانية إلى عالمها الخاص.
تمر الأيام, يكبر الذنب, ويكبر معه رصيد فاطمة في البنك, إنها على وشك أن تحصل على المبلغ المنشود الذي رسمته في دهنها الحامل لألف سؤال وسؤال , والمشتت بين الليالي الحمراء وطلبات الزبائن.
في صباح احد الأيام, بعد أن كانت تغسل عرق الليل الملتصق على وجهها, لاحظت أن تلك الفاطمة التي تعرفها ليست هي بالذات التي تشاهدها في المرآة.
ماذا حصل؟؟
دوائر سوداء تحيط بعينيها .محجران غائران ووجه شاحب...
ارتبكت , وبدأت تبتلع رضابا جافا لم يفلح في بل حنجرتها المبحوحة.
بسرعة, ارتدت ملابسها , وتوجهت لأقرب عيادة من مسكنها .أحست بطول الطريق بين السيارة وردهة العيادة , وأحست بالدوار.
جلست في قاعة الانتظار حيث كان آخرون ينتظرون دورهم. ولاحظت أن الجميع يوجه لها الأنظار باستغراب وعين متسائلة, مما زاد تورثها وعصبيتها.
مرت الثواني والدقائق كأنها دهر, الوقت أصبح بطيئا وليس كالمعتاد.
شردت فاطمة بعيدا...تستعرض شريط حياتها البائس الدرامي..وفجأة استفاقت على نداء الممرضة.
مشت بخطوات متثاقلة نحو مكان الكشف, ألقت التحية على الطبيب, وهوت بجسدها على أريكة كبيرة.
مر الكشف بسرعة, ولاحظت أثناءه أن الطبيب يقلب شفتيه في كل مرة بعد الفحص....العينين....الفم..اللسان...المفاصل.....
~لابد أن تجري بعض تحليلات الدم~ خاطبها الطبيب.
ضربة قاضية نزلت على رأسها , لقط ذهبت بها الظنون إلى ابعد الحدود وطرحت كل الاحتمالات .
غادرت العيادة وقد تملكتها الهواجس .
ترى؟؟ اهو المرض الملعون؟؟؟
~يا الهي ...ما كنت اظنني ساصل لهذا الحد......ما العمل؟؟؟
~وابناءي؟؟؟من سيهتم بهم بعدي؟؟؟ تبا لي....تبا للنقود.....تبا لحياتي البائسة والظروف.
لكن هل سينفع الندم؟؟؟
شردت فاطمة لحظة عن التركيز على الطريق, وبسرعة البرق , أظلمت الدنيا أمام عينيها ولم تعد تحس بشيء , لكنها سمعت ضجة هائلة حينما ارتطم الحديد بالحديد.
ضاع كل شيء كالسراب....
نقلت جثة فاطمة إلى مستودع الأموات , ودفنت في اليوم الموالي , ودفنت معها كل آمالها وآلامها ...وأسرار يقشعر لها الجسد لمجرد التفكير فيه.